في خطوة تاريخية، كشفت المملكة العربية السعودية عن عرضها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، مما يمثل علامة فارقة مهمة في رحلتها نحو أن تصبح مركزًا رياضيًا عالميًا. قدمت المملكة كتاب عرض شامل مكون من 245 صفحة، يوضح بالتفصيل خططًا طموحة لتطوير البنية التحتية والنمو الاقتصادي والالتزام بالاستدامة وحقوق الإنسان.
حظي عرض المملكة العربية السعودية، الذي يحمل عنوان “ننمو معًا”، بدعم قوي من الأمير محمد بن سلمان ويعكس تحول المملكة في ظل رؤية 2030. يحدد كتاب العرض أهدافًا واسعة النطاق، بما في ذلك بناء 11 ملعبًا جديدًا وعشرات الآلاف من غرف الفنادق الإضافية ومدن بأكملها مبنية من الصفر لدعم الحدث.
وتضمن كتاب العطاءات جداول زمنية واضحة ومواعيد نهائية للمشاريع، مما يضمن للفيفا التزام المملكة بتقديم بطولة ناجحة.
المكونات الرئيسية لكتاب العطاءات
يحدد كتاب العطاءات المكون من 245 صفحة العديد من المكونات الرئيسية التي تسلط الضوء على استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034:
1. تطوير البنية التحتية: تخطط المملكة العربية السعودية لبناء 11 ملعبًا جديدًا وتجديد العديد من الملاعب الحالية. سيستضيف ملعب الملك سلمان الدولي الجديد في الرياض، الذي يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، المباريات الافتتاحية والنهائية. كما ستشهد مدن أخرى، بما في ذلك نيوم وجدة والخبر وأبها، تطورات كبيرة في البنية التحتية.
2. سعة الفنادق: يكشف كتاب العطاءات عن خطط لإضافة أكثر من 185 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2034، بالإضافة إلى 45 ألف غرفة موجودة. ويشمل هذا التوسع أماكن إقامة فاخرة وطفرة في تطوير الفنادق من فئة الأربع نجوم. ستضم نيوم، على وجه الخصوص، أكثر من 9000 غرفة من فئة الخمس نجوم و8000 غرفة من فئة الأربع نجوم.
3. الربط الجوي: بحلول عام 2030، تهدف المملكة العربية السعودية إلى امتلاك مطارات في جميع أنحاء البلاد تستوعب أكثر من 300 مليون مسافر، مع رحلات إلى 250 وجهة. وستخضع المحاور الرئيسية مثل الرياض وجدة ونيوم لتوسعات كبيرة لاستيعاب تدفق الزوار خلال كأس العالم.
4. حقوق الإنسان والاستدامة: يخصص كتاب العطاءات 15 صفحة للاستدامة وحقوق الإنسان، ويتناول قواعد الفيفا الجديدة بشأن سلامة العمال وممارسات البناء الأخلاقية. وقد التزمت المملكة العربية السعودية بضمان ظروف عمل آمنة لجميع العمال المشاركين في مشاريع كأس العالم.
لقد قدمت المملكة العربية السعودية عدة وعود لضمان أن تكون كأس العالم 2034 حدثًا لا يُنسى. ستكون كأس العالم فرصة للزوار لاستكشاف التراث الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية، مع معسكرات التدريب الموجودة في الوجهات السياحية الشهيرة في جميع أنحاء البلاد.
ستقام كأس العالم في 5 مدن:
الرياض
• سيبلغ سعة استاد الملك سلمان الدولي المخطط له 92760 متفرجًا.
• ملعب مدينة الملك فهد الرياضية، المقرر تجديده، سيتسع لـ 70.200 متفرج.
• ملعب الأمير محمد بن سلمان هو مكان آخر مخطط له، بسعة 46.979 متفرج.
• ملعب المربع الجديد، المخطط له أيضًا، سيتسع لـ 46.010 متفرج.
• ملعب روشن، وهو جزء من التطورات المخطط لها، سيتسع لـ 46.000 متفرج.
• ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية قيد الإنشاء حاليًا، سيتسع لـ 46.855 متفرج.
• ملعب جنوب الرياض، وهو مكان مخطط آخر، سيستضيف 47.060 متفرجًا.
• ملعب جامعة الملك سعود، المقرر تجديده، سيتسع لـ 46.319 متفرج.
جدة
• ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، المقرر تجديده، سيتسع لـ 58.432 متفرج.
• ملعب ساحل القدية المخطط له سيتسع لـ 46.096 متفرج.
• ملعب جدة التنموي، قيد الإنشاء حاليًا، يتسع لـ 45794 متفرجًا.
• ملعب مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهو مكان مخطط له، يتسع لـ 45700 متفرج.
الخبر
• ملعب أرامكو قيد الإنشاء وسيتسع لـ 46096 متفرجًا.
الابها
• ملعب جامعة الملك خالد، المقرر تجديده، سيستضيف 45428 متفرجًا.
نيوم
• سيستوعب ملعب نيوم المخطط له 46010 متفرجين.
أهمية الرياضة
إن التزام المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم يؤكد على استراتيجيتها الأوسع نطاقًا لتنويع اقتصادها وتعزيز قطاع الرياضة. وقد أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أهمية الرياضة في دفع النمو الاقتصادي وخلق فرص السياحة وتعزيز مكانة المملكة العالمية.
وفي الختام، فإن عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 سيشكل إنجازًا كبيرًا في أهداف رؤيتها 2030 إذا نجح. بفضل مشاريع البنية التحتية الطموحة، والالتزام بحقوق الإنسان والاستدامة، والتركيز على تقديم حدث عالمي المستوى، تستعد المملكة لتحويل المشهد الرياضي العالمي وترك إرث دائم للأجيال القادمة.
ومن المنتظر أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA رسميا عن فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 في كانون الأول المقبل، حيث تعد المملكة المتقدم الوحيد لاستضافة الحدث.