تعد منطقة الفاو الأثرية الواقعة جنوب غرب الرياض أحدث موقع في المملكة العربية السعودية يتم إدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو. يقع هذا الموقع في وادي الدواسر عند تقاطع صحراء الربع الخالي وسلسلة جبال طويق، وهو موطن لنحو 12000 بقايا أثرية وله تاريخ استيطان بشري يمتد لأكثر من 6000 عام.
كانت الفاو ذات يوم محطة رئيسية على طرق التجارة القديمة. كشفت الحفريات عن أدوات وهياكل حجرية ومواقع دفن ومنحوتات صخرية ونظام قديم لإدارة المياه وبقايا مدينة قرية الفاو. يسلط جبل خشم قرية المقدس، إلى جانب المناطق السكنية والطرق التي سهلت القوافل التجارية، الضوء على الأهمية التاريخية للمنطقة.
أدرجت لجنة التراث العالمي لليونسكو الفاو على قائمة التراث العالمي خلال دورتها السنوية السادسة والأربعين التي عقدت في نيودلهي. وهذا هو الموقع الثامن في المملكة العربية السعودية الذي يتم الاعتراف به، بعد موقع الحجر الأثري (2008)، وحي الطريف في الدرعية (2010)، وجدة التاريخية (2014)، والفنون الصخرية في منطقة حائل (2015)، وواحة الأحساء (2018)، ومنطقة حماة الثقافية (2021)، وعروق بني معارض (2023). ويؤكد الترشيح الناجح من قبل وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة التراث بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي.
تقع الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي، وتعرض الاحتلال البشري من المستوطنات المبكرة إلى مركز حضري مزدهر في الألفية الأولى قبل الميلاد. اكتشف علماء الآثار السعوديون ينابيع قديمة وشبكة ري واسعة النطاق، مما يشهد على مشهد ثقافي مزدهر ذات يوم.
أكد وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، أن إدراج اليونسكو للفاو دليل على حرص المملكة على الحفاظ على التراث، مشيراً إلى أن مثل هذه المواقع تسلط الضوء على التاريخ الغني للمملكة العربية السعودية وأهميتها الثقافية، والتي تلتزم المملكة بحمايتها للأجيال القادمة. ويتماشى إدراج الفاو على قائمة التراث العالمي لليونسكو مع رؤية السعودية 2030، التي تعطي الأولوية لأهمية الهوية الوطنية والتراث.